السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..
يأسى أحدنا على نفسه كثيراً، يَغْرقُ في انكساراته، يحزن على حاله، ثم ينتهي به المطاف برثاء حياته وهو ما يزال فيها.
هَمٌّ عارِم يعصف بالبشرية، وعلى رغم المُلهيات، ووسائل الترفيه، وتنوع العلوم والمعارف وسهولة الوصول إليها، ما زالت النفوس مُنْكسرة، مُحْتقنة، لا تدري لماذا، وإلى متى.
بحثتُ كثيراً عن مفهوم السعادة، فأدركتُ أنها ليست شيئاً نصل إليه، هي ليست إحدى محطات الطريق، بل الرحلة ذاتها. هي قدرتنا على بناء عوالم خاصة بنا عندما يدخل بنا القطار نفقاً مظلماً، فنظلّ نفكّر متى سيخرج منه، وماذا يوجد في نهايته..
وأياً كانت الإجابة، فإن كل شيء بعدها سيكون حتماً جميلاً.
"يُحكى أنّ" جملةٌ مُذْهلةٌ، تفتح نوافذ الكون، وتدخُل بنا إلى عالم غريب، مشوّق، يصير فيه الخيال كالنور؛ يطوّقنا من كل مكان.
قبل أن تُعيد الكتاب إلى مكانه أو تقتنيه، أتمنى أن تقرأ هذه القصة:
يُحكى أنّ رجلاً اصطاد عصفوراً ووضعه في القفص، فقال له العصفور: "يا سيدي، ماذا سيفعل لك لحمي مقابل لحوم الأبقار والأغنام التي تأكلها؟ لن يفيدك بشيء. أطْلِق سراحي وسأعلّمك ثلاث نصائح ستغير حياتك إلى الأفضل.
لكنْ لِي شرط: أن أخبرك بالنصيحة الأولى وأنا في قبضة يدك، وبالثانية من فوق السياج، وبالثالثة وأنا على الشجرة؟".
وافق الرجل وأمسك بالطائر في قبضة يده، فقال العصفور: "النصيحة الأولى، لا تُصدّق المُحال أبداً".
أطلقه الصياد فطار وحلّ فوق السياج وقال: "النصيحة الثانية، لا تندم على ما فات أبداً".
وعندما حطّ على الشجرة أراد أن يختبر الصياد فقال له: "توجد في بطني جوهرة ثمينة، لو شققته وأخرجتها لكنت سعيد الحظ غنياً".
فتألّم الصياد كثيراً وتحسّر وأخذ يؤنّب نفسه، ثم قال: "إذاً هات النصيحة الثالثة". فرد العصفور: "ألم أقل لك لا تصدق المحال أبداً؟ فكيف صدّقت أن في داخلي جوهرة؟! ثم إنني نصحتك بألا تندم على ما فات، وبرغم ذلك أخذت تشقّ ثوبك من الحسرة..
قُل لي يا سيدي بمَ ستنفعك النصيحة الثالثة؟"
..
مدارك للنشر والتوزيع, الطبعة الأولى 2015
سعر الكتاب: 41 ريال سعودي
التصنيف: اجتماعيعدد الصفحات: 183 صفحة
..
عن الكتاب:
الحكايا القصيرة والمواضيع التأملية وتجارب الكاتب وخبراته في الحياة
كانت كالمقالات التي تحمل الإيجابية والسعادة والرسائل المُلهمة
الكتاب من تصميمه الخارجي وعناوينه يُعطي انطباع الهدوء والجو اللطيف
وبالفعل هو كذلك بالإضافة لأسلوبه السهل والمُمتع
يحتوي على 40 موضوع غير المقدمتين, منها:
(قصة الساقي) جميلة ومؤثرة
(العامِلْ المَنْسيّ) شُكرًا للمُمتنين شُكرًا للذين يشكرون
(ماذا فعلت بنا الطائرة؟) يحكي واقعنا فعلاً :"(
(ظلّ القِدّيسات) دروس وعبر
(الأرصفة) أحببتها
وكما قال الكاتب عن سبب تسميته "اخلع حذاءك"
الإجابة موجودة في الموضوع المُعنون بالعنوان نفسه
..
وإلى لقاء آخر مع كتاب آخر - بإذن الله -
دُمتم بسعادة