الأربعاء، مايو 18، 2011

.. رؤيــــة ..

 


______شوق عامر البرجس ..

شاب « عشريني » غايته الاستثمار في جمهورية الصين ، فقرر أن يتعلّم لغُتها
رغم تعدد لهجاتها وكثرة أحرفها ، حيث يبلغ عدد الأحرف ٤٠٠٠ حرف !
طموح عظيم ، عزّزته إرادته العالية ، فكما تقول الكاتبة نورة العثمان « من يكُن ذا إراده ، يصل إلى مُراده »
حيث وضع تلك المقولة نصب عينيه ، فخطط لمشواره التعليمي المُمتع ، وبدأ فيه بحماس كبير ..
درس صاحبنا وتعلّم إلى أن أوشك على اتقان احدى لهجات اللُغة الصينية ، وهو على أتم اليقين بأنه سيمتلك
عدة شركات في الصين ، حيثُ فيها تُصنّع ألعاب الأطفال والملابس والأحذية والأجهزة الالكترونية وغيرها ..
إن اقتصاد جمهورية الصين المعتمد على الاستثمار والتصدير ، أصبح من أكبر الاقتصادات الكبرى نمواً في العالم ..
وبعد مرور سنتين تقريباً ، انتقل إلى الصين حاملاً معه سيف الأمل ليقتل
كل عقبة في طريقه ، ونجح في تأسيس شركة صغيرة ، وها هي تكبر الآن
أمام عينيه وهو ينظر إليها بكُل فخرٍ واعتزاز .. 
كثير من الناس لم يُفكّروا في تأسيس شركة مثله ، فهو وحده فكّر فيها وأسّسها ، فكيف اهتدى إلى ذلك ؟
سؤال لا أعرفُ جواباً مختصراً له ، لكنْ لو حصرتْ اجاباتي بكلمة واحدة ، لقلتُ إنها الرؤية 
الرؤية هي الالهام ، هي احساس نابع من الأعماق ، احساس يهمسُ لك بعطف « أنت تستطيع »
الرؤية هي حُلم لطالما داعب أجفاننا ، حُلم جميل باستطاعتنا جلبه إلى واقعنا ، وذلك لا يتحقق إلاّ
« بالإرادة والنيّة الخالصة لوجه الله تعالى » وإن أفضل رؤية هي ما تكون أعلى من مستوى
وقدرة الفرد بقليل ، كي يشعر بروح التحدي أثناء تحقيقها ..
نحنُ بحاجة ماسة إلى هذه الرؤية ، بحاجة إلى اطلاق القدُرات العظيمة الكامنة بداخلنا
فكثيراً ما يتردد بعضنا في تحقيق أمُنياته وآماله ، خوفاً من التعليقات الساخرة من قبل أولئك الحسودين
ولكن الرؤية تُريد منا الإيمان بها والسعي بكُل الطُرق لأجلها ..






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق