الجمعة، أبريل 27، 2012

الصبر .. الجنّة في قلوبنـا ♥



 .. 



مما قرأته وأعجبني في جريدة مرآه الجامعة 
* لـ عبد الله الودعان ـ كُلية الدعوة والإعلام ..

 .. 

هات لي شخصـاً لم يذق مُراً في دُنيـاه قط ..
وهات لي آخر دامت سعادته طوال حياته .. خلق الله الدُنيـا وجعلها على سطح أرجوحة بين جهتين :
ضيـق وفُسحـة .. مرض وعافيـة .. ابتلاء ورخــاء .. حُزن وسـعادة .. كدر واطمئنان ..!
وحيـاة الإنسـان هي ذلك التأرجح بين هاتين الضفتين , فيأتيه المرض بعد العافية , والحُزن بعد السعادة
والضيق بعد الاتسـاع , وهو لا يملك أمامها إلاّ الاستسلام والرضـا , وبكملة آخرى ( الصبر )
والصبر غيمة تسكن الأفق تُظلل الإنسـان من حرارة الابتلاء .. فتبْرد عليه أيّامه , وتهوّن عليه مشاقه
فتحلو له الأرض بتشققاتها وحدّه أشواكهـا وقسـوة صخورهـا , فيرى الأرض جنّة خضراء
, والشوك أزهـاراً فاتنة
وصخورهـا بساتين وأنهاراً فلا يُرى بؤسـاً .. ولا يعيش همّاً .. ولا يتذّوق ألمـاً !
ولنا في سيرة الصابرين أسوة حسنة من الأنبيـاء والصحابة والتابعين ..
الذين أصابتهُم المُصيبة في أنفسهُم وأبدانهُم وحياتهُم وحياة من يحبّون , فلم يزدهُم إلاّ رضـاً بالآلام , وقناعة بالأقدار
واتخذوا الصبر رفيقاً فكان خير الرفيـق
, ونالوا خير العاقبة ..
فالمرض أقعد نبي الله أيّوب حتى اقترب من الموت , ولم تمنع نبوة يوسـف عنه ظُلمات السجن , أمّا إبراهيم فإنّه كان على شفا لحظات
من قتل ابنه , وكان آدم يتنعّم بالجنّة في أوّل حياته , وحتى رسولنـا مُحمّد ـ صلى الله عليه وسلم ـ نال من الأذى الكثير
فمُنذُ أول دعوة له إلى الإسلام تعاقبت الابتلاءات والمصاعب بأنواعهـا , فلم يزده إلاّ تمسّكاً بربه , وثقة بخالقه
حتى أعقبت هذه المصاعب فرجـاً ونصراً وعزّة للإسـلام والمُسلمين .
فهذا سرّ الدُنيـا وسُنّتهـا , ومصير كُل من يعيش فيها أن تطأ قدمـاه أرضـاً لينة وآخرى خشنة ..
أن تعيش يومـاً أبيضـاً وآخر رماديـاً .. ورُبمـا أسوداً
وأكدّ الله في القرآن بأن لا ألم يدوم , ولا همّ إلاّ وسيزول في موعـده الذي أراده بقوله { إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا }
فلا مكـان للهّم والتعب والتوجّع والشكوى , بل الفأل والثقة بالله والاطمئنان بقُرب النهاية السعيدة التي وعدهـا الله لعباده الصابرين 


 .. 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق