الثلاثاء، أبريل 22، 2014

ألواح ودُسر, د. أحمد خيري العمري ~




بسم الله الرحمن الرحيم


رواية استثنائية عن عالم استثنائي ومختلف. 
قد يكون عالمنا الحقيقي بعد أن نٌزيل عنه أقنعته ونزيح عنه أصباغه
 عالم تسقط فيه الجدران الوهمية بين الزمان والمكان
 فإذا بالماضي يصير بصيغة الحاضر، والحاضر يتلبّس صيغة المستقبل..
للوهلة الأولى، ستكون الرواية عن سيدنا نوح عليه السلام، وسفينته التي أنقذت الإنسانية من الطوفان
 وكلنا نعرف هذه القصة، لكننا سنجد أنفسنا فجأة جزءًا منها، بل إننا سنجد أن واقعنا المعاصر كُلّه 
هو استمرارٌ لتلك القصة كما لو أنها لم تنتهِ قَط، كما لو أنها تتجدد دومًا..
وإن تبدّلَت أشكال الطوفان، 
وتبدّل معها شكل السفينة..
القصة تروَى من وجهة نظر طفل صغير عاصَرَ الأحداث وقتها، لكن سرعان ما نكتشف أن هذا الطفل
يسكن جزءًا من أعماقنا، وأن في كلٍّ منا بقايا شيء منه..
في هذه الرواية، سنجد أنفسنا أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن نستسلم للطوفان ونقبل الغرق!
 أو أن ننضم إلى السفينة وركبها.. 
إما أن نمُر بها وبمن يبنيها ضاحكين مُستهزئين، أو أنْ نمُدَّ أيدينا، إلى الألواحِ والدُّسر..




دار الفكر للنشر والتوزيع, الطبعة الثانية 1431هـ - 2010مـ
الكاتب: د. أحمد خيري العمري
سعره: 36 ريال سعودي 
عدد الصفحات: 390 صفحة
التصنيف: قصة رواية حكاية 

______مشاركة لتحميل الرواية: هُنـا 
______مشاركة لقراءة الاقتباسات: هُنـا




تجمع بين ما يُعرف بالرواية الفانتازية, وأدب الواقعية العجائبية, تتحدث عن أنواع مختلفة من الشخصيات الإنسانية 
كما ذكرها الكاتب في روايته حيثُ أطلق أسماء ذات معانٍ لشخصياته لم تُطلق عبثاً, كالطفل (نور)
الطفل الفطري الذي بداخلنا, الذي يبحث عن البصيرة والهداية التي تقوده إلى سفينة النجاة
النساء (غلاظة - تفاهة - نميمة ـ السيدة حيزبونة
والرجال (السيد أبرهه - السيد عبد المال - السيد إمّعة - محكتر وجشع)
تجعلك تتأمل في كُل تلك الشخصيات في طريقة تفكيرهم وتصرفهم في الحياة!
والطائرين (النورس والأفق) وتمثليهم لعقل القارئ وتساؤلاته 

رواية مميزة من ناحية الفكرة والأسلوب, هادفة ومفيدة تجعلنا نُبصر كُل ما يحدث حولنا من أحداث وتغيرات نُفتن بها :"
ونتساءل: كيف نستقبل هذه التُغيرات والتطوات السريعة في حياتنا؟
هل نكون إمّعة نجري وراء كل شيء جديد ونحرص على اقتناءه دون أن نفكر؟ 
أم نكون تافهين نهتم في أشياء وممتلكات حدّ الهوس بها ونعلم أننا سنغادر ونتركها؟
تُرى أنكون عبيداً لهوى النفس؟ 
بإختصار هذه الرواية ما هي إلاّ تشبيه تمثيلي لقصة نوح عليه السلام بعالمنا الذي نعيشه
رواية حقاً مُذهلة وفريدة من نوعها أحببتُها جدًا  والحمدلله بأن وقع الاختيار عليها فأصبحت أول أطول رواية اقرأها إبتسامة


تقييمي للرواية 5/5
أنصحكم جداً بقراءتها 


قراءة مُمتعة وإلى لقاءٍ قادم مع كتاب آخر - بإذن الله -

دُمتم بخير وردة





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق