الثلاثاء، أبريل 26، 2011

إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن :(





بسم الله الرحمن الرحيــــــــم

السلام عليكم ورحمه الله وبركــــــــــــاته ..

والصلاة والسلام على أشرف الأنبيـاء والمرسلين نبينـا محمد وعلى آله وصحبه أجمعيـن

ثم أمــــــا بعد ..

و الله بحياتي كلّها ما قرأت أروع من هذا الكلام

لا تحرمون أنفسكم من الفائدة

:: :: :: ::

قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت حجة الوداع ، وبعدها نزل قول الله عز وجل



{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }

فبكي أبو بكر الصديق عند سماعه هذه الآيه ..

فقالوا له : ما يبكيك يا أبو بكر إنها آية مثل كل آيه نزلت على الرسول - عليه الصلاة والسلام -

فقال : هذا نعي رسول الله

وعاد الرسول - عليه الصلاة والسلام - وقبل الوفاه بـ 9 أيام نزلت آخر آيه من القرآن الكريـم

قال تعالى { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ }

وبدأ الوجع يظهر على رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال :أريد أن أزور شهداء أحُد

فذهب إلى شهداء أحُد ووقف على قبور الشهداء

وقال "السلام عليكم يا شهداء أحُد ، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، وإنا إن شاء الله بكم لاحق"

وأثناء رجوعه من الزياره بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم

قالوا:ما يبكيك يا رسول الله ؟

قال عليه الصلاة والسلام " اشتقت إلى إخواني "

قالوا :أولسنا إخوانك يا رسول الله؟

قال عليه الصلاة والسلام "لا أنتم أصحابي ، أمّا إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني "

اللهم إنـّا نسالك أن نكون منهم

وعاد الرسول وقبل الوفاه بـ 3 أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيده ميمونه

فقال عليه الصلاة والسلام " اجمعوا زوجاتي "

فجمعت الزوجات

فقال النبي " أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشه ؟ "

فقلن : نأذن لك يا رسول الله

فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملا النبي

وخرجوا به من حجرة السيده ميمونه إلى حجرة السيدة عائشة فرآه الصحابة على هذا الحال لأول مره ..

فيبدأ الصحابه في السؤال بهلع :ماذا أحل برسول الله .. ماذا أحل برسول الله

فتجمع الناس في المسجد وامتلأ وتزاحم الناس عليه ..

فبدأ العرق يتصبب من النبي بغزاره

فقالت السيدة عائشة : لم أرى في حياتي أحد يتصبب عرقاً بهذا الشكل !

فتقول : كنت آخذ بيد النبي وأمسح بها وجهه ، لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي

وتقول : فأسمعه يقول "لا اله إلا الله ، إنّ للموت لسكرات "

فتقول السيدة عائشة : فكثر اللغط ( أي الحديث ) في المسجد إشفاقـاً على رسول الله عليه الصلاة والسلام

فقال النبي " ماهذا ؟ "

فقالوا :يارسول الله ، يخافون عليك

فقال عليه الصلاة والسلام " احملوني إليهم "

فأراد أن يقوم فما استطاع , فصّبوا عليه 7 قرب من الماء حتي يفيق

فحُمل النبي وصعد إلى المِنبر .. آخر خطبه لرسول الله - عليه الصلاة والسلام - و آخر كلمات له ..

فقال النبي " أيها الناس ، كأنكم تخافون عليّ "

فقالوا : نعم يارسول الله

فقال عليه الصلاة والسلام " أيها الناس ، موعدكم معي ليس الدنيا ، موعدكم معي عند الحوض

والله لكأني أنظر إليه من مقامي هذا .. أيها الناس ، والله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكني أخشى عليكم

الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم ، فتهلككم كما أهلكتهم "

ثم قال " أيها الناس ، الله الله في الصلاة ، الله الله في الصلاة "

بمعني أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا على الصلاة ، وظل يرددها

ثم قال " أيها الناس ، اتقوا الله في النساء , اتقواالله في النساء , اوصيكم بالنساء خيراً "

ثم قال " أيها الناس إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ماعند الله ، فاختار ما عند الله "

فلم يفهم أحد قصده من هذه الجملة ، وكان يقصد نفسه

سيدنا أبوبكر هوالوحيد الذي فهم هذه الجملة ، فانفجر بالبكاء وعلي نحيبه ، ووقف وقاطع النبي

وقال : فديناك بآبائنا ، فديناك بأمهاتنا ، فديناء بأولادنا ، فديناك بأزواجنا ، فديناك بأموالنا

وظل يرددها ..

فنظر الناس إلي أبو بكر ، كيف يقاطع النبي.. فأخذ النبي يدافع عن أبو بكر

قائلاً " أيها الناس ، دعوا أبوبكر ، فما منكم من أحد كان له عندنا منفضل إلاّ كافأناه به

إلاّ أبوبكر لم أستطع مكافأته ، فتركت مكافأته إلى الله عز وجل ، كل الأبواب إلى المسجد تسد إلاّ باب أبوبكر لا يسد أبداً "

وأخيراً قبل نزوله من المنبر .. بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين قبل الوفاه كآخر دعوات لهم

فقال " أوآكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله ، أيدكم الله"

وآخر كلمه قالها ، آخر كلمة موجهه للأمة من على منبره قبل نزوله ..

قال "أيها الناس ، أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة"

وحمل مرة أخرى إلي بيته وهو هناك دخل عليه عبدالرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك ، فظل النبي ينظر إلى السواك

ولكنه لم يستطيع أن يطلبه من شدة مرضه ففهمت السيدة عائشة من نظرة النبي ، فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعته

في فم النبي ، فلم يستطع أن يستاك به ، فأخذته من النبي وجعلت تلينه بفمها وردته للنبي مره أخرى حتى يكون طرياً عليه

فقالت : كان آخر شئ دخل جوف النبي هو ريقي ، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت

تقول السيده عائشة : ثم دخلت فاطمة بنت النبي ، فلما دخلت بكت ، لأن النبي لم يستطع القيام

لأنه كان يقبلها بين عينيها كلّما جاءت إليه ..

فقال النبي " ادنو مني يافاطمة "

فحدثها النبي في أذنها ، فبكت أكثر , فلّما بكت

قال لها النبي " أدنو مني يا فاطمة "

فحدثها مره أخرى في أذنها ، فضحكت

بعد وفاته سُئلت ماذا قال لك النبي - عليه الصلاة السلام -

فقالت : قال لي في المره الأولى " يا فاطمة ، إني ميت الليلة " فبكيت ..

فلّما وجدني أبكي قال " يا فاطمة ، أنتي أول أهل يلحاقا بي " فضحكت

تقول السيدة عائشة : ثم قال النبي " أخرجوا من عندي في البيت " وقال " ادنو مني يا عائشة "

فنام النبي على صدر زوجتة ، ويرفع يده للسماء

ويقول " بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى "

تقول السيدة عائشة : فعرفت أنه بخير

دخل سيدنا جبريل على النبي - عليه الصلاة والسلام -

وقال : يارسول الله ، ملك الموت بالباب ، يستأذن أن يدخل عليك ، وما استأذن على أحد من قبلك ..

فقال النبي " ائذن له يا جبريل " فدخل ملك الموت على النبي

وقال : السلام عليك يا رسول الله ، أرسلني الله أخيرك ، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله

فقال النبي " بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى "

ووقف ملك الموت عند رأس النبي - عليه الصلاة والسلام -

وقال : أيتها الروح الطيبة ، روح محمد بن عبد الله ، أخرجي إلى رضا من الله و رضوان ورب راض غير غضبان

تقول السيدة عائشة : فسقطت يد النبي وثقلت رأسه في صدري ، فعرفت أنه قد مات

فلم أدري ما أفعل ، فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي

وفتحت بابي الذي يطل على الرجال في المسجد وأقول مات رسول الله ، مات رسول الله

تقول : فانفجر المسجد بالبكاء فهذا علي بن أبي طالب أقعد ، وهذاعثمان بن عفان كالصبي يؤخذ بيده يمني ويسري

وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول من قال أنه قد مات قطعت رأسه ، إنه ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه

وسيعود ويقتل من قال أنه قد مات

أما أثبت الناس فكان أبوبكر الصديق رضي الله عنه دخل على النبي واحتضنه

وقال : وآآآخليلاه ، وآآآصفياه ، وآآآحبيباه ، وآآآ نبياه , وقبّل النبي - عليه الصلاة والسلام -

وقال : طبت حيـاً وطبت ميتـاً يا رسول الله ..

ثم خرج يقول : من كان يعبد محمد فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ..

ويسقط السيف من يد عمر بن الخطاب

فيقول : فعرفت أنه قد مات

ويقول : فخرجت أجري أبحث عن مكان أجلس فيه وحدي لأبكي وحدي ..

ودفن النبي - عليه الصلاة والسلام -

والسيدة فاطمة تقول : أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على وجه النبي , ووقفت تنعي النبي

وتقول : يا أبتاه ، أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه ، جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه ، إلى جبريل ننعـاه

:: :: :: ::

تُرى ؟ هل سنترك حياتنـا كما هي بعد وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم لك في آخر كلمات له ؟؟

لا أدري ماذا سنفعل كي نصبر على ابتلاءات الدنيا ..


اللهم يا مقلّب القلوب ثبّت قلوبنـا على دينك .. ربنـا آتنـا في الدنيا حسنة وفي الآخرهـ حسنة وقنِـا عذاب النـار

دمتم بحفظ الله ورعــــــــــــايتهـ 
أختكم في الله ميشـو ( ) 







هناك تعليقان (2):

  1. بكـــل صرآحـهـ قصة كل مـآ قرأتهـآ ابكي ...

    أشكرك على الطرح الجميل .. أسأل الله ان يثبتنا وإيـآكـي

    بالتوفيق

    ردحذف
  2. اللهم آميــن , اللهم يا مقلّب القلوب ثبّت قلوبنـا على طاعتك
    العفـو , ووفقّك الله لمـا يُحبّهـ ويرضـاهـ
    حياكُم الله ..~

    ردحذف