الثلاثاء، أبريل 26، 2011

~ ╠جِيتَكْ وأنَـا كًلّيِ نَدمْ ╠ يَاربْ مَنكْ التُوبـَــة ╠~






 
حيـاكم الله أحبتي وأسعد الله أوقاتكم بالخير والمسرآت

وأهلاً وسهلاً بكم في موضوعـي المتواضع ..

أسأل الله أن ينفع به ولا يحرمني ولا يحرم قارئ وقارئة الموضوع الأجر

اللهم آميــــــــن

الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير

والصلاة والسلام على من بعثه رحمه للعالمين نبينـا محمد صلى الله عليه

وعلى آله وصحبه أجمعين , وبعد :






فإن من أعظم نعم الله - عزوجل - أن فتح باب التوبة وجعله فجراً تبدأ معه رحلة العودة

بقلوب منكسرة ودموع منسكبة وجباهـ خاضعة .. يقول الله تعالى :{ نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيم }

ويقول الله تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }

ويقول الله تعالى حاثاً على التوبة والرجوع إليـه { وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَ المُؤْمِنُونً لَعَلَّكُم تُفْلِحُونَ}

وصح عنه صلى الله عليه وسلم قال " إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهـار , ويبسط يده

بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربهـا " رواهـ مسلم

وهذا نبي الرحمة وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يقول " يا أيهـا الناس , توبوا إلى الله فإني

أتوب في اليوم إليه مائة مرة " رواهـ مسلم .

وانظر وتأمل معي في فضل الله - عزوجل – على التائب العائد , فقد قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " رواهـ ابن ماجة .




أحبتي : إن رمضـان فرصة عظيمة للتوبة امن صدق مع الله - عزوجل - ولا تكن أيهـا المفرط ممن

رغم أنفه وخسر الفرصة العظيمـة , قال عليهـ الصلاة والسلام " رغم أنف من أدرك رمضان

فلم يغفر له " رواهـ الترمذي , ولا يأخذك الهوى ومُلهياتُ النفس فإن الرسول صلى الله عليه وسلم

يقول " كلّ أمتي يدخلون الجنّة , ومن عصاني فقد أبى " رواهـ البخاري .

وهذا الحديث بشارة عظيمة لجميع المسلمين بالجنة , إلا صنفاً منهم لا يريدون دخولهـا لا زهداً

فيها ولكن جهلاً بالطريق الموصلة إليهـا , وتراخياً وتكاسلاً عن دخولهـا وتفضيلاً لهذه المتع الدنيوية

الزائلة على تلك النعم الخالدة في الجنة , فاجتهد في التوبة وسارع إليهـا فليس للعبد مستراح إلا

تحت شجرة طوبى , ولا للمحب قرار إلا يوم المزيد واعلم أن خير أيامك العودة إلى الله

فاصدق في ذلك , فمن أحب الجنة انقطع عن الشهوات , ومن خاف النار انصرف عن السيئات .

قال الحسن البصري : إن قومـاً ألهتهم أماني المغفرة , حتى خرجوا من الدنيـا بغير توبة ,

يقول أحدهم : إني أحسن الظن بربي - وكذب - لو أحسن الظن لأحسن العمل .

وقال رحمة الله : إن المؤمن قوّام على نفسه يحاسب نفسه لله - عزوجل - وإنما خف الحساب

يوم القيامة على قوم على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيـا , وإنمـا شق الحساب يوم القيامة

على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة !






أحبتي : إن جهاد النفس جهاد طويـل وطريق محفوف بالمكـاره , مذاقه مُرّ وملمسة خشن

فعليكم بالسير في ركـاب التائبين حتى تحطّ رحالكم في جنات عدن .

قال حاتم الأصـم : من خلا قلبه من ذكـر أربع أخطـار فهو مغترٌّ لا يأمن الشفـاء .

الأول : خطر يوم الميثاق حين قال : هؤلاء في الجنة ولا أبالي , وهؤلاء في النار ولا أبالي ,

فلا يعلم في أي الفريقين كـان !

الثاني : حين خلق في ظلمات ثلاث , فنادى الملك : بالشقاوة والسعادة , ولا يدري أمن

الأشقيـاء هو أم من السعداء !

الثالث : ذكـر هول المطالع فلا يدري أيبشر برضـا الله أم بسخطه !

الرابع : يوم يصدر الناس أشتاتاً , فلا يدري أي الطريقين يسلك به !

وقال الحسن : ابن آدم , إنك تموت وحدك وتدخل القبر وحدك , وتُبعث وحدك وتحاسب وحدك ...

فينبغـي لكل ذي لُبٍّ وفطنة أن يحذر عواقب المعاصـي , فإنهـ ليس بين الآدمـي وبين الله قرابة

ولا رحم , وإنمـا هو قائم بالقسـط حاكم بالعدل , وإن كان حلمهـ يسعُ الذنوبَ , إلا أنهـ إن شاء عفا

فعفـا عن كثييير من الذنوب , وإن شاء أخذ وأخذ باليسير , فالحذر الحذر ...




أحبتــي : كلنا أصحاب ذنوب وخطايا , وليس منّـا من هو معصوم عن الزلل والخطـأ , ولكن خيرنا من

يسارع إلى التوبة ويبادر إلى العودة , تحثه الخطـى وتُسرع به الدمعة ويعينه أهل الخير رفقاءُ الدنيا

والآخرهـ , فإن من واجب الأخـوة في الله عدمُ ترك العاصي يستمر في معصيتهـ بل يحاط بإخوانهـ

ويذكـر ويُنبه , ولا يهمل ويترك فيَفضل ويشقى , ولو تفقد كل مسلم أخاه وقريبه وجاره , لصلحت

الخال واستقامت الأمـور , خاصة في هذا الشهر الفضيـل الذي صفت فيهـ القلوب واطمأنت فيه

النفوس , وسـارع المسلمون إلى فعل الخيرات وترك المنكرات , فإنهـا فرصة عظيمة لنصح المذنب

وتنبيهـ الغافل وتعليـم الجاهل , فبادوا إلى التوبة ودعوا " لعل وسوف " ولا يغرَّك طول الأمل فإن

الموت يأتـي فجـأة ! والموت يطلبك كل لحظـــة !

مَضَـى أمسُك الأدنى شهيداً معدَّلاً
................. ويومُــك هذا بالفعـل شَهيــدُ
فإن تكْ بالأمسِ اقترفْتَ إســــاءةً
................. فَثَـنًّ بإحســـان وأنتَ حميــــــدُ
ولا ترجُ فعلَ الخيــرِ منك إلى غـــــد
................. لعلَّ غـــــداً يأتـي وأنت َ فقيــــــدُ !

ولا تظن أن التوبة في ترك المنكرات والمعاصي فحسب , بل احرص على التوبة في المداومة على

فعل الخير وتُب من تفريطك في السنن الرواتب , وتب عن إضـاعتك للتروايح والقيام وتب من بخلك

وشحك وتب إلى الله من غفلتك وإضـاعة وقتك الثمين , واعلم أن المؤمن إذا فعل سيئة فإن

عقوبتهـا تندفع بعشرة أسباب :

الأول : أن يتوب توبة نصوحـاً ليتوب الله عليه , فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له .

الثانـي : أن يستغفر الله , فيغفر الله - عزوجل - له .

الثالث : أن يعمل حسنات تمحوهـا لقولهـ تعالى : { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ }

الرابع : أن يدعو له إخوانهـ المؤمنون , ويشفعوا له حياً وميتـاً .

الخامس : أن يهدي له إخوانه المؤمنون من ثواب أعمالهم ما ينفعه الله به .

السادس : أن يشفع فيه نبينـا محمد صلى الله عليه وسلم .

السابع : أن يبتليهـ الله في الدنيـا بمصائب في نفسهـ ومالهـ وأولاده وأقاربه ومن يحب ونحو ذلك .

الثامن : أن يبتلهـ في البرزخ بالفتنة والضغطة , وهي عصر القبر , فيُكفّر بها عنه .

التاسع : أن يبتلهـ الله في عرصات القيامة من أهوالهـا بما يكفر عنه .

العاشر : أن يرحمه أرحمُ الراحمين .

فمن أخطأته هذه العشرة فلا يلومنّ إلا نفسه , كما قال تعالى في الحديث القدسـي " يا عبادي

إنمـا هي أعمالكم أحصيهـا لكم , ثم أوفيكم إياها , فمن وجد خيراً فليحمد الله , ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسهـ "




وأمـا عن شروط التوبـة فهي أربعة والكل يعرفهـا :

1- الإقلاع عن الذنب.............................. 2- الندم على مـــا فات...............................

3- العزم على أن لا يعود.......................... 4- إرجاع الحقوق إلى أهلهـا من مال أوغيرهـ .



وهذه فلاشـات جمعتهـا لكم عن التوبـــة 
كلي ندم | هنــــآآ |
دمعــــة تائبة | هنـــــآآ |
حوار بين الشيخ وأحد العـصاه | هنــــــآآ |





وحالنا في هذه الدنيـا بين مسوّف ومفرط , حتى يُفاجأنـا الموت ! على حين غفلة وتأمل

في حال البعض ممن يؤثر الظل على الشمس , ثم لا يؤثر الجنة على النـار !

ختاماً أحبتي :

جعلني الله وإيـاكم ممن إذا زلًّ ثاب وتاب , ورزقنـا توبة نصوحــاً قبل الموت وتقبل منـا

صيامنـا وقيامنـا , وتجاوز عن تقصيرنـا وآثامنـا , وغفر لنـا ولوالدينـا ولإخواننـا .

وصلى الله على نبينـا محمد وعلى آلهـ وصحبة وسلم أجمعين ومن تبعهـ بإحسان إلى يوم

الدين وهذا والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إلهـ إلا أنت أستغفرك وأتوب إليــك

لا تنسونـا من صالح دعائكم أختكم في الله ميشو ^^







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق