الأربعاء، يونيو 22، 2011

~ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ~




صباحكم / مسائكم .. مغفره ورضوان , ,

بدايةً تأملوا معي إقرؤا بالكثير من التأنّي والتركيز أعيروني حواسّكم دعـوا كل مايشغلكم الآن

إني أدعوكم لـ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ..~

فكرة الموضوع بدأت معي منذ أن إستمعت إلى مادة سمعية من تقديم الشيخ رائد العبيد 

 وضعتها لكم وسأحكي عنها كثيراً ..

المـادة السمعية هنـــــــآآ 



ماهو العفو !



العفو / ترك المؤاخذة بالذنب
  الصفح / إزالة أثره من النفس


لمَ العفو ؟ العفو عزّه ورفعه



عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ
وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا , وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ "
في هذا دفع للتوهّم أن في العفو مذلة ؛ ومن أجل ذلك يمتنع بعض الناس من العفو
يظن أن هذا ضعف ومذلة فيأبى إلاّ أن ينتقم بعدل أو بظلم ، ففي العفو أجر ، وفيه محمدة ، وفيه ما يرجى

من عفو الله فمن عفا عفا الله عنه العفو صفة المؤمن الليّن ذو القلب السليم الأبيض الراجي لرحمة ربه وغفرانه
ورفع منزلته تخلّى عن نزعة الإنتصار والأخذ بالإنتقام والتشفّي
وآثر رضوان ربه ولقاء ربه وقد طهُر قلبه طمعاً في غفرانه ..



ولله المثل الأعلى .. تأمّلوا !

{ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
{ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ }
{ فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً }
{ إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً }
{ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُبِيناً }
{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ }


سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم

سُئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت :
" لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا سخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح "
قال الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم أمرني ربي بتسع : خشية الله في السر والعلانية ، كلمة العدل في الغضب والرضا
القصد في الفقر والغنى , وأن أصل من قطعني , وأن أعفو عمّن ظلمني
وأن أعطي من حرمني , وأن يكون صمتي فكراً , ونطقي ذكراً , ونظري عبرة !
يقول عزّ وجل { والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون
}
 أي أن لديهم قوة الانتصار ممن ظلمهم واعتدى عليهم ليسوا بالعاجزين
ولا الأذلين بل يقدرون على الانتقام ممن بغى عليهم ومع هذا عفُوا ..



من صور عفوه و صفحِه صلى الله عليه وسلم

- عفا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولئك النفر الثمانين الذين قصدوه عام الحديبية
فلما قدر عليهم منّ عليهم مع قدرته على الانتقام ..

- عفوه صلى الله عليه وسلم عن غوث بن الحارث الذي أراد الفتك به حين اخترط سيفه وهو نائم
فاستيقظ صلى الله عليه وسلم وهو في يده مصلتاً فانتهره فوضعه من يده وأخذ
رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف في يده ودعا أصحابه ثم أعلمهم بما كان من أمره و أمر هذا الرجل وعفا عنه ..

- عفا صلى الله عليه وسلم عن لبيد بن الأعصم الذي سحره عليه السلام ومع هذا لم يعرض له
ولا عاتبه مع قدرته عليه ..
- عفوه عن عبد الله ابن أبي زعيم المنافقين العدو الدود الذي كان يتربص بالمسلمين و يحيك لهم المؤامرات
وهو الذي أشاع حادث الإفك على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ..

- أبا جهل لعنه الله كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم له مبغضاً يكرهه ويكره رؤيته فأمره الله تعالى بالعفو والصفح و ذلك في الآية {
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }


يوسف عليه السلام

بعد أن أعترف إخوة يوسف عليه السلام بخطئهم تجاه يوسف وأخيه
قال تعالى { قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ }
{ قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }


السلف الصالح

قال الحسنُ بن علي رضي الله عنه " لو أنَّ رجلاً شَتَمَني في أُذني هذه و اعتذر في أُذني الأخرى قبلتُ عذره "
وقال جعفرُ الصادق " لأن أندم على العفو عشرين مرة أحبُ إلىَّ من أن أندم على العقوبة مرة واحدة "
وقال الفضيلُ بن عياض " إذا أتاك رجل يشكو إليك رجلاً فقل : يا أخي اعف عنه فإن العفو أقرب للتقوى
فإن قال : لا يحتمل قلبي العفوَ ، ولكن انتصر كما أمرني الله عز وجل فقل له إن كنت تُحسِن الانتصار وإلاّ
فارجع إلى العفو ، فإنه باب واسع ، فإنه من عفَا وأصلحَ فأجره على الله ، وصاحب العفو ينام
على قلب سليم ، وصاحب الانتصار يُقلّب الأمور ، لأن الفُتُوة هي العفو عن الإخوان "

إلى جانب الإقتداء والإحتذاء بسنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده بالعفو والصفح
نحن نمتثل لأمره تعالى وتودده إلينا تأمّلوا عظمته يا أحبّه !


{ وَجَزَآءُ سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللّهِ إِنّهُ لاَ يُحِبّ الظّالِمِينَ *
 وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَـَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مّن سَبِيلٍ * إِنّمَا السّبِيلُ عَلَى الّذِينَ يَظْلِمُونَ النّاسَ وَيَبْغُونَ
  فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ أُوْلَـَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الاُمُورِ }
{ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير }
{ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ }  
{ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى }
{ وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ }
{ خُذْ العَفوَ وأمُرْ بالعُرفْ وأعِرضْ عَنْ الجَاهِليْن }
{ ولايَجرِمنّكم شَنئَان قَومْ عَلى أنْ لا َتعْدلُوا إِعْدُلُوْا هُو أقرَبْ للتَقوى }
{ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيل َ }
{ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
{ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }
{ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ
 ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ *
أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }






الفرص الخمس

أولاً : أعمالك حسناتك

أغلى مايمكن أن تلقى به ربّك , يصغّرها الشيطان في بالك ويحضك على بعثرتها وهي أعظم ما ستأتي
وتسأل عنها يوم القيامة , مظلوم .. نعم ولكن لاتدع الشحناء تستقر في قلبك

ثانيـاً : صلواتك لاترفع للسماء

تأملوا هذا الحديث العظيم " ثلاث لاترتفع صلاتهم فوق رؤسهم قدر شبر وذكر : وأخوان متصارمان " حسنه الألباني
مالذي يدعوك لأن تقدم على جميع أعمالك وتنثرها بوجه الريح !


ثالثـاً : الطرد من رحمة الله



قال تعالى { فَهَلْ عَسيْتًمْ إنْ تَوَلْيتُمْ أنْ تُفسِدُوْا فِيْ الأرْضْ وَتِقَطُّعُوْا أرْحَامَكُم أولَئكَ الّذِيْنَ لَعَنَهُمْ الله
فَأصَمّهُم وأعمْىَ أبْصَارَهُم }

رابعـاً : رد الأعمال وعدم القبول

يقول صلى الله عليه وسلم " إنّ أعمال أبناء آدم تعرض كل خميس فلا يقبل عمل قاطع رحم ! "
إجعل قلبك حياً , إحرصوا على أعمالكم إحذروا من شياطين الجن والإنس
مالذي يدعونا أن نرخص أعمالنا ولأجل من ؟!

خامسـاً : قلبك
ضغينه - حقد - كره - والكثير الكثير من السواد !
قلبك عظيم , لتحرص على ملاقاة ربك به طاهراً سليماً ..

إحمي قلبك دعهم وما يفعلون لست الحكم سيأتي اليوم الذي تأخذ حقك به كاملاً بلا حقد أو كراهية يكفيك قول العدل
{ ونضع الموازين القسط ليوم القيامه فلا تظلم نفسٌ شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين }
 { وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا }
خُذ قرارك وقل في نفسك ( لا يوجد في قلبي على مسلم شيء ولو كان لي حق سآخذه
ولن يجبرني الشيطان أن أخسر حسنه واحدة في سبيل ذلك وأن أضع قلبي تحت قدمي )
حتى يعزّك الله يوم القيامة ولايخزيك { وَلَا تُخْزِنِي يَوْم يُبْعَثُونَ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }

سادسـاً : خُذ حقك وحافظ على صحتك
آلام بالمعده - قولون - حموضه مستمره - قرحة سكر ضغط آلام في الرقبه وأسفل الظهر
تساقط الشعر - تجاعيد - صداع نصفي - عقم - والأعظم > أمراض القلب !
أثبتت الدرسات أن الشحناء والبغض والتفكير بالإنتقام سبب رئيسي لها , وأن مايحصل
في عقلك يتجسّد في جسدك ..
وفي كل مره تتذكر فيها الشخص الذي ظلمك ستأتيك نفس الأعراض !
خسرت حسناتي خسرت قلبي وسأخسر صحتي ( طيب وش حااااااااااااادني ! )
جلسه جميلة > ضحك , مجرد أن يُذكر فيها إسم الشخص الذي ظلمك تُقلب عاليها سافلها
ويتحوَل الضحك إلى تعاسة وفي لحظة ..!
تشتد أعصابك , يرتفع ضغطك , وينعدم الأكسجين >.<
وكأن الحدث يحصل لتوّه , بفعل الأدرينالين , فما هو حال من حمل الشحناء في قلبه لسنوات !
- خُذ حقك بيدك ولا تأخذه بصحتك -

سابعـــاً : لحظاتكـ الجميلة
لو - لماذا - لوم !!
كلمات تحرق حياتك وزمنك
فكر بحل المشكلة ولا تفكر كيف أتت , قُل ماذا سأفعل الآن !

تأمل من حولك .. أمك أبوك أبنائك , ماذنبهم في هذا كلّه ؟
إذاً لا تسمح لأحد بإغتيال لحظاتك الجميلة , أبعدهم بعيداً عن تفكيرك أخرجهم خارج
سوار لحظاتك ولاتدع لهم منفذاً لفرحك ..

ثامنــاً : ضياع فرص وهدايا الرب لنا

ـ * محبة الله * ـ

ألا تتمنّون أن يحببكم الله إذاً أحبّوا إخوانكم فيه { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
بينما { وَجَزَآءُ سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللّهِ إِنّهُ لاَ يُحِبّ الظّالِمِينَ }
عن أبي هريرة رضي الله عنه , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل
فقال : إني أحب فلانا فأحبه قال : فيحبه جبريل , ثم يوضع له القبول في الأرض
 وإذا أبغض عبدا دعا جبريل عليه السلام فيقول : إني أبغض فلانا فأبغضه قال : فيبغضه جبريل
ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه , ثم يوضع له البغضاء في الأرض " رواه البخاري ومسلم
وبعد ..
فإذا أحببته كنت سمعة الذي يسمع به وبصرة الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله
التي يمشي بها وإن سالني لأعطينّه ولئن استعاذني لأعيذنّه وما تردد
عن شي أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته
تأمّلوا يا إخوه الله عز وجل يقول ( ترددت ! ) في قبض روحه .. ..

ـ * إزاحـة الذنوب وإستجابة الدعوات * ـ

تخيّلوا أحبتي كل أعمالنا وصلواتنا وصيامنا تبقى عالقه بين السماء والأرض مادمنا معرضين
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنّةِ يَوْمَ الاثنين ، وَيَوْمَ الْخَمِيس
ِ
 فَيُغْفَرُ لِكُلّ عَبْدٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللّهِ شَيْئاً إِلاّ رَجُلاً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ :
أَنْظُرُوا هَذَيْنِ حَتّىَ يَصْطَلِحَا , أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتّىَ يَصْطَلِحَا , أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتّىَ يَصْطَلِحَا "
يا الله ..!! =(


ـ * رفع الدرجـــات * ـ

قال صلى الله عليه وسلم " ألا أدلُّكم على ما يرفع الله به الدرجات قالوا : بلى يا رسول الله
قال : تحلم على من جهل عليك ، وتعفو على من ظلمك ، وتعطي من حرمك ، وتصل من قطعك "
ومن ترفع درجته هل سيطرح في النار !!
لا وربي إنها فرصه ألا تستحق ؟
بلى وخالقي ..


ـ * إن الله يدافع عن الذين آمنوا * ـ

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : إن رجلاً شتم أبا بكر رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه وسلم جالس
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم , فلما أكثر رد عليه بعض قوله , فغضب النبي وقام
فلحقه أبو بكر رضي الله عنه فقال : يا رسول الله إنه كان يشتمني وأنت جالس , فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت
قال عليه الصلاة والسلام : " إنه كان معك ملك يرد عنك , فلما رددت عليه بعض قوله حضر الشيطان
فلم أكن لأقعد مع الشيطان , ثم قال : ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها الله , إلا أعزه الله تعالى بها ونصره "
‏‏قال ‏‏رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏" من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور العين ما شاء "
تأمل الظلم والشخص الذي ظلمك والألم الذي تشعر فيه أتعلم أن كل ذلك طريقاً لمقت الله تعالى لك !
كيف ذلك ؟

* ينقسم الناس حين وقوع الظلم عليهم لأربعه أقسام :

أولاً : المنتقم

الذي سعى للإنتقام أخذته العزّه فأخذ حقه وزيادة عليه , فينقلب من كونه مظلوم إلى ظالم
والله لايحب الظالمين ..

ثانيــاً : المقهور
وقع عليه الظلم وأراد أن يأخذ حقه فلم يستطيع فبدأ يتلمس عورات ظالمه
يغتابه يُفرغ غضبه فبدأ بحرق أعماله وصحته فخسر الدنيا والآخره ..
ثالثــاً : المنتصرون

قال تعالى { والَذيْنَ إذَا أصَابَهمْ البغَيَ هُم يَنتصِروْن ولِمنْ أنتصَر بَعْد ظُلمِه فَؤلَئكَ مَاعَليْهُمْ مِنْ سَبِيْل }
الشخص الذي يأخذ حقه كاملاً فقط بينه وبين ظالمه آيه { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط
 ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى وإتقوا الله إن الله خبير بما تعملون }
يعود خصمه يسلم عليه يزوره يعوده يشمّته لم يجعله في قلبه أخذ حقه فقط
شخص قلبه في خشيه يرى حقه فقط فيأخذه ..

رابعــــاً : صاحب الحق .. الحظ العظيم
{ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ
كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ومَايُلقّاهَا إلا الّذيْنَ صَبَرُوا ومَا يُلقّاهَا إلاّ ذُو حَظٍ عَظيْم }
قل له بعزّه .. أنا سامحتك , أنا عفوت عنك .. إذهب فأنت طليق !
{ فَمَنْ عَفا وأصْلح فَأجرَه عَلى الله إنّه لايٌحبّ الظَّالِمِيْن }
{ وإصبِرْ ومَا صَبركَ إلا بِالله ولاتَحزَن ْعَليْهُم وَلاتكُ في ضَيقٍ ممّا يَمكُروْن
إنّ الله مَعَ الذين إتّقوْا والذيْن هُم مُحسِنوْن }
لا يملئك الشيطان بالمخاوف ويدعوك للشحناء إنها عزّة والله
تخيل في يوم القيامة وأنت ومن عفوت عنه وأنتم بين يدي الديّان
قال تعالى { وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا }
يوم ينادى أين الذين كانت أجورهم على الله , فينادى بالعافين عن الناس ويدخلون الجنة
يوم تؤخذ من حسناته وتزاد فوق حسناتك , إلى أن تنفذ حسناته ثم تؤخذ من سيئاتك وتوضع عليه إلى أن يلقى في النار
قال تعالى { ونَضَع المَوازيْن القِسط ليَوم القِيامَه فَلا تُظلم نَفسٌ شيئا وإنْ كَان مِثقال حبَّة مِنْ خَرْدلٍ أتيْنا بِها وكَفى بِنَا حَاسِبينْ }
من العزيز ومن الذليل هاهنا ؟!
لن يظلمك الله العادل الحقّ { لاظلُم اليْوم إنَّ الله سَريعُ الحِسَابْ } وإن الساعه لآتيه فأصفح الصفح الجميل .. ..



كيف أعفو ؟


أن تعرف أين أنت , أن تحدد هدفك وتعزّ نفسك أن تنظر لظالمك بعين الرحمه ( فهو مهلكٌ لنفسه )
وأنظر لنفسك بعين الإمتنان فأحمد الله بأنك لست هوَ أن تتخيل الجنّة ومافيها من نعيم ومكرمات
وتذكّر قوله صلى الله عليه وسلم " لا يحل لمسلم أن يصارم مسلماً فوقاً ثلاث ، فإنهما ناكبان عن الحق
ما داما على صرامهما ، وإن أولهما فيئاً يكون كفارة عنه سبقُهُ بالفيء ، وإن ماتا
على صرامهما لم يدُخلا الجنة جميعاً أبداً ، وإن سلم عليه فأبى أن يقبل تسليمه وسلامه
ردّ عليه الملك ، وردّ على الآخر الشيطان "ثم تخيل النار بسوادها وجحيمها وهولها وتتذكر قوله صلى الله عليه وسلم :
" لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ ، فَمَنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلاَثٍ فَمَاتَ ، دَخَلَ النَّارَ "
معلومـة : التسامح والعفو يعود لنفسك أنت , صنعته لنفسك أنت
إنصب ميزان لنفسك وضع في كفته الأولى قرار القطيعة والهجر
وضع في الكف الآخر صحتك ولحظاتك الجميلة ومحبة الله ودعواتك لمغفرة ذنوبك ورفعة درجاتك
ودعوته لك على رؤوس الأشهاد والحور العين التي ستخير بها ووازن بينهما أيهما ستختار !
القرار لك أنت وحدك فقرّر
سيأتي يوم وتنتهي هذه الدنيـا ونكون في مكان نتمنى فيه الحسنة الواحدة
نبعث .. ثم تنتهي عرصات يوم القيامة ×.×
وتنتهي أحداث يوم القيامة والحساب وتأتي اللحظه الحاسمه إمـا لـ جنّة أو لـ نار .. :|
أنت متأكد من شيء واحد فقط عدم ضمانك لأي حسنة وقبول أي عمل قدمته
ومتأكد أيضاً من ذنوبك وآثامك ولم تضمن أيضاً أن الله غفر شيئاً واحداً منها
في تلك اللحظة ستتذكر أن الله كان يتودد لنا في هذه الدنيـا
يقول سبحانه { وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
ألا تحبون أن يغفر الله لكم !
بلى وربي نريد .. ..
قال ابن القيم رحمه الله " يا ابن آدم إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لا يعلمها إلاّ هو
وإنك تحب أن يغفرها لك الله ، فإذا أن يغفرها لك فأغفر أنت لعباده , وإذا أحببت أن يعفوها
عنك فأعفو أنت عن عباده تعفو هنا يعفو هناك , تنتقم هنا ينتقم هناك
تطالب بالحق هنا يطالبك بالحق هناك "
وذكر رحمه الله في مدارج السالكين أن الجود عشر مراتب سابعها الجود بالعرض
كجود الصحابي أبي ضمضم رضي الله عنه كان إذا أصبح
قال " اللهم لا مال لي أتصدق به على الناس وقد تصدقت عليهم بعرضي
فمن شتمني أو قذفني فهو في حلّ "
فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم " من يستطيع منكم أن يكون كأبي ضمضم "
جميعنا يستطيع ياحبيبنا وياسيدنا ..




* رددّوا معي :

اللهم أيما امرىء شتمني أو اذاني أو ظلمني أو نال مني , اللهم إنى قد عفوت عنه ابتغاء وجهك الكريم
اللهم فاعف عنّـا أجمعين اللهم إني عفوت عن عبادك فاجعل لي مخرجا في أن يعفوعبادك عني
اللهم أنت السميع العليم تعلم ما بي وما علي
اللهم أيما عبد أو أمة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يحبني ويدعو لي فأسألك له الفردوس الأعلى

اللهم إني أسألك أن تنزل علينا محبتك , اللهم أزح ذنوبنا , يارب من أجلك عفونا عن كل ماظلمنا
ارفع بها درجاتنا يوم القيامةاللهم أيما عبد أو أمَة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم اغتابني أو ظلمني أو بهتني أو قذفني
أو قال في ما ليس في فإني قد عفوت عنه وتركتها له
اللهم إني تصدقت بعرضي على الناس وعفوت عمّن ظلمني فمن شتمني أو ظلمني فهو في حلّ
 اللهم إني سامحت كل من اغتابني أو ذكرني بسوء في غيبتي
وأسألك في ذلك الأجر والمغفرة وبلوغ مراتب المحسنين ..


على ماذا التناحُر والضغينة
وفيمَ الحقد يفقدنا السكينــة
علامَ نسدُّ أبواب التــــــآخي

ونسكن قـــــاع أحقادٍ دفينة
أيهجُر مسلمٌ فينا أخــــــاه !
سنيناً لايمدُ لـــــــه يمينـــه
أيهجره لأجــل حُطام دُنيــــا

أيهجره على نُتفٍ لعينــــــة

ألا أين التسامح والتصـافي
وأين عُرى أخوتنـا المتينــة
بنينـــا بالمحبّة ما بنينــــــــا

وما باع إمرؤ ٌ بالهجر دينه
تألفنـــــا القلوب وإنْ قدرنا

على البــاغي أبيَنا أنْ نُهينا

الآن محمدٌ بالعفــــــو قلبــاً
فجائته الجبابر مستكينــــة
كذاك ندا القلوب تجُود عفواً

فمــال قلوبِنا أمسَت ضنينة

قلوبُ الأنبياءُ تفيض أنسَــاً

وتدفنُ مامضى كـي لا تبينه

تزيد بمن يجرِّحهـــــا صفاءً

كزهر زِدنــه الأشواك زينه


من شريط ( قاهرني , فكيف أنتم ؟ ) للشيخ رائد العبيد - حفظه الله -

نقلته لكم لعل الله ينفع به ..
فقط إدعوا لي واعفوا عنّي وسامحوني
أختكم في الله ميشـو





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق