الجمعة، أغسطس 12، 2011

مأساة الصومال وصمة عار في جبين التاريخ !!







~

د. ناصر بن عبدالله الخرعان ..

في هذه الأيام نرى ونسمع عن الأوضاع المأساوية التي يتعرض لها إخواننا المسلمون في جمهورية الصومال
من الجوع ، والخوف ، والقتل ، والسلب ، والنهب والمرض ، أناس يعيشون تحت مستوى الفقر
بمراحل في أحوال معيشية صعبة لا يعلمها إلاّ الله سبحانه
في وقت يعيش العالم بأسره رفاهاً ونعمة ، وتنوعاً في المأكولات سيما وأن العالم الإسلامي
يعيش في شهر رمضان المبارك ، فكم تقف مشدوهاً من تعدد الأصناف وكثرتها ، في لحظات تناسى فيها العالم الإسلامي
شعباً بأكمله يتضور جوعاً ، لا لأنه رضي الوضع الراهن ، ولا لأنه أراد أن تدور حروباً طاحنة
في هذه القرعة من الأرض ، ولا لأنه داهمته الأمراض بشتى أنواعها
بل رضخ قسراً للوضع السيئ الذي وجد نفسه فيه شاء أم أبى !!
إن ما شاهدته من صور ، وما تابعته من خلال القنوات ، وما اطلعت عليه يفوق كل التصورات ، ويعد نذير بؤس يفجر مولد أعظم كارثة على مر التاريخ !
وفي بلد مسلم !!
في وقت انشغلت فيه كثير من البلدان العربية والإسلامية بالظروف الراهنة التي تمر بها
وغفلت عن هذه الكارثة !
لتنطمس معالم بلد بأكمله تهاوى مستسلماً للموت جوعاً !
في عام ١٤١٣هـ كُنت في تغطية صحفية في الصومال حينما كانت هناك القوة السعودية ضمن القوى الدولية
ولم تكن حال الصومال كهذه , بل كانت أفضل من ذلك بكثير ، وحينما سألت أحد الإخوة الصوماليين في هذه الأثناء
البلد خضراء والمياه متوفرة ، والأنهار تجري ، وتحصل المجاعة ! كيف يكون ذلك ؟
أجاب أحدهم بأن الوضع عندهم خطير ، فانعدام الأمن سبب الكارثة الحقيقية ، فالمزارع إذا عمل في مزرعته ، واستوت ، وقاربت الحصاد ، أتت جماعة مسلحة واستحوذت على المحصول
قسراً وقوة بالسلاح !! ولذلك عزف الجميع عن الزراعة !!
وحينما أعلنت هيئة الإغاثة الإسلامية هذا الأسبوع تدارك الوضع الذي وصل إليه حال شعب بأكمله ، وأرسلت وفداً إلى الصومال للإشراف على عمليات توزيع المساعدات والتبرعات
التي بدأت منذ نحو أسبوعين وجدوا بأن المأساة أكبر من الجهود المبذولة ، خاصة بعد أن أضافت الأمم المتحدة
ثلاث مناطق مجاعة جديدة ليصبح المجموع خمس مناطق !!
فهناك أربعة ملايين مسلم على حافة الهلال في الصومال فقط ، والوضع الحالي مأساوي إلى أبعد حد !!
لذلك فإني أنادي من هذا المنبر: بأنّه لا بُد من وجود هيئات مساندة من الدول العربية والإسلامية
تدعم الجهود المبذولة هناك ، ولو تحتم الأمر لفتح باب التطوع والاحتساب !!
فعلى كل مواطن ، وعلى كل مسلم ، مسؤولية تجاه هؤلاء ، كما أرى أن يفتح باب جمع التبرعات العينية
من خلال وسائل الإعلام ، على غرار الحملات التي تمت لإغاثة بعض الشعوب المنكوبة !!
إنّ على العالم العربي والإسلامي أنّ يهب لإنقاذ شعب بأكمله قد شارف على الهلاك
فما حصل في الصومال مأساة تعد وصمة عار في جبين التاريخ !!
فالهمّة الهمّة لإنقاذ شعب حاصره الجوع ، وأنهكه الحرب


~




هناك تعليقان (2):

  1. الله المستعـان جقـا وصمة عار علينا نأكل ونرمي الباقي في الزبـآلة الله يكرمكم وهم مـآ يلآقون شيء عشـآن ياكلونه , نسأل الله ان يفرج عنهم , ولآ ننسى ان نشكركـ على المقال الجميل ...

    ردحذف
  2. جزاكُم الله خيراً , والشُكر موصول لصاحب المقال
    حياكُم الله ..~

    ردحذف