الثلاثاء، نوفمبر 22، 2011

احترقت مدرسة .. وماذا بعد ؟!





الكاتب : محمد الرطيان

(١)
احترقت مدرسة خاصة في مكان ما في هذا العالم
ما الذي حدث ؟
- امتدت نارها إلى كافة الجهات ، وتحوّل الخبر إلى قضية رأي عام شعبي
- قُدم مالك المدرسة للمحاكمة
- قدّم مسؤول التعليم استقالته
- تم دفع آلاف الدولارات تعويضات لأهالي الضحايا ، مصحوبة بعشرات الخطابات المتأسفة والمعتذرة
 لما حدث والتي تعد بمحاسبة كل من له علاقة بهذه الكارثة ، ومعالجة كافة الأسباب التي أدت لهذا الأمر !
(٢)
احترقت مدرسة خاصة في مكان ما في هذا العالم .
ما الذي حدث ؟
لم ينقل التلفزيون الرسمي الخبر .. كان مشغولاً ببرنامج « طبخة اليوم 
» ..
وإعلان : ( إنتا مو إنتا وإنتا جيعان )
سيُمنح مالك المدرسة تصريح جديد لافتتاح مدرسة خاصة جديدة
لم يعتذر مسؤول ، ولم يقدم أي أحد استقالته
أحد الكُتاب سيقول : لا تكبرون الموضوع !
أحد المشايخ سيقول : قضاء وقدر !
أحد رجال الأعمال سيستغل الوضع : محتاجين زيادة الدعم « عشان الطفايات » !!
أحد أولياء الأمور سيقول .. لا ، لم ولن يقول أي شيء .. كان يبكي على الرصيف !

(٣)
احترقت مدرسة في مكان ما ..
كم من الأشياء التي احترقت قبلها ؟
غابت أدوات الأمن والسلامة ..
كم من الأشياء التي غابت قبل أن تغيب « طفاية الحريق » ؟
لا بد من معالجة الخلل .. أي خلل تقصد ؟ .. فكُل خلل كبير هو ابن خلل أكبر ..
وكم ( لا بد ) نحتاج لكي تبدأ المعالجة ؟!
سوف .. سوف ماذا ؟ .. وكم ( سوف ) قيلت قبل هذه الـ ( سوف ) الأخيرة ؟!
احترقت مُعلمة .. لا ورب الكعبة .. بل : احترق التعليم 

(٤)
احترقت مدرسة في مكان ما ..
احترق قلب في صدر ما ..
احترقت النزاهة ، والقانون ، في مكان ما ..
فإذا لم تنتهِ حتى الآن محاكمات الفاسدين الذين يقفون وراء غرق جدة ووفاة العشرات فيها ..
فهل نتوقع الانتهاء من سلامة المدارس قريباً ؟!

...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق