الخميس، فبراير 02، 2012

مونيكا اليابانية .. أرشدني قلبي إلى الإسلام ♥




نشأتُ في أجواء اليابان المتقدمة تكنولوجيّـاً ، وعشتُ حياة مُسالمة مُستقرة ، ونعمت بعائلة عطوفة ، وتوافرت لي
 سبل النجاح في دراستي وعملي كُل الطرق كانت مفتوحة أمامي لأستمتع بحياة مُريحة ومرضية .
كانت عائلتي تدين بالديانة البوذية مثل كثير من اليابانيين ، لكن ارتباطي بالبوذية كان ضعيفاً منذ
أيام طفولتي المُبكرة ، ولم يكن والداي
يكترثان لإخلاصي لها , مع ذلك ومنذ أيامي المُبكرة ، كانت تدور في عقلي أسئلة تتعلق بالكون
والوجود والحياة ، وقد ظلّت هذه الأسئلة
تُراودني حتى بلغت سنّ العشرين ، حينما أنهيت دراستي الجامعية وبدأت أعمل وسط الغيوم مضيفة طيران
في الخطوط الجوية اليابانية.
أمِلْتُ أن أجد السلام والهدف من خلال العمل ، لكن على العكس من ذلك استمر وجود فراغ في حياتي
كان هُنالك شيء ما مفقوداً !
ورجوت مُتحرِّقة أن أكتشف ما هو ؟ لقد شاء الله مُدبّر الأمور أن أعمل في عام 1988م
مُترجمة في وفد ياباني إلى وكالة سياحة في مصر لمدة عام .
ومن خلال زملائي الجُدد عرفت الإسلام , وبعد إكمال عام في الخارج عُدت إلى اليابان وقررت أن
أدرس الإسلام لعلِّي أعثر على إجابات للأسئلة التي لازمتني طوال حياتي .
لم تكن المعلومات التي استخلصتها سابقاً عن الإسلام من المدرسة والتلفاز محدودة جدّاً وحسب
وإنما كانت مشوَّهة تشويهاً بالغاً .
وحالي هي حال مُعظم الشعب الياباني الذي يقرأ ويسمع فقط عن العُنف الذي تحمله كلمة ( مُسلم ) حينما عدتُ
إلى اليابان ذهبت إلى ( المركز الإسلامي ) في طوكيو ، وطلبت نُسخة مُترجمة من القرآن الكريم إلى اليابانية
وتكررت زيارتي إلى المركز لثلاث سنوات ، حيثُ درست الإسلام مع باحثين محليين
مع مرور الوقت ازداد فَهْمي وإعجابي بالإسلام على نحو رائع وقدَّم لي هذا الدين البهيُّ إجابات
عن الأسئلة الفلسفية التي كانت تُلاحقني لسنوات طويلة .
كان لوضع المرأة في الإسلام أثرٌ قوي في نفسي ؛ فالمرأة المُسلمة مصونة ومُكرَّمة
ومشاعرها وعقلها وعفافها كل ذلك مُحترم أكثر بكثير
مما كُنت أتخيل سابقاً , بدأت أنفرد بنفسي وأسأل الله أن يهدني إلى الحقيقة ، وأن يُعلّمني إياها .
وشرعت أتأمّل العالم المُخلوق لأرى يد الله فيه , تأمّلت الأشجار والأزهار والطيور والحيوانات
وتأمّلت في إبداع الخلْق وفي التوازن المُسيِّر لهم .
شعرتُ أن لله كتابين: كتاب ناطق هو القرآن الكريم ، وكتاب صامت اتخذ شكل الكون وعجائبه وجلاله .
وهكذا رأيت الله في إبداعه ، وهداني قلبي وإحساسي إلى الإسلام شعرت بنور الله يملأ قلبي
واجتاحتني سعادة غامرة لمَّا ازداد إيماني وشعرت كما لو أن الله كان معي في كُل لحظة .
وكانت إرادة الله مُدبِّر الكون أن أعمل مُضيفة من خط طيران من وإلى إندونيسيا لفترة عام .
سحرتني أخلاق الشعب الإندونيسي ، والتزامه بالقرآن في حياته اليومية , وساعدني الإندونيسيون
الذين صادقتهم في فهم الإسلام بشكل أفضل وفي تزايد حُبّي له .
واجهت صعوبات عديدة مع عائلتي ، لكني صمّمتُ على أن أكون مُسلمة على الرغم من كل العقبات التي تعترضني
وشرعت في تأدية الصلوات الخمس في وقتها المُحدد ، وبذلت جُهداً كبيراً في حفظ آيات من القرآن الكريم
لأتمكن من أداء الصلاة على الوجه الصحيح .
وفي عام 1991م سافرت إلى مصر لأعلن جهاراً اعتناقي الإسلام في جامعة الأزهر الشهيرة
وجدت عملاً في مصر لأعيش فيها وبعد فترة قصيرة تزوجت من رجل مصري مُسلم , بقيت في مصر
وبعد فترة أنعم الله عليَّ بطفلة جميلة سمّيتها مريم
ـ الاسم المؤنث الوحيد الذي ورد بشكل خاص في القرآن ـ
الحمد لله إني أعيش اليوم حياة سعيدة مع ديني الجديد وعائلتي الجديدة المُسلمة ، وأبذل كثيراً من الوقت
والجُهد في حفظ القرآن ، وحينما يسنح الوقت نتدارس أنا وزوجي القرآن معاً ونقرأ معاً بعض النصوص الإسلامية
آملُ ذات يوم أن أُرشد عائلتي إلى الإسلام إن شاء الله قريبـاً .
يفتقد الشعب الياباني عموماً جُزءاً كبيراً من الحياة السعيدة رغم حضارته المُتقدمة تكنولوجيّـاً , وأعتقد أن
أعداداً ضخمة منه ستدخُل الإسلام إنْ توفَّر لها الفهم الصحيح , إنه يبحث عن مثل تلك الأجوبة
وما مِنْ شكْ أنه بحاجة كبيرة إليهـا .




* المصدر: كتاب ( هكذا أسلمت ) ترجمة وإعداد: هالة صلاح الدين لولو ، دار الفكر - دمشق
الطبعة الأولى ، 1428هـ ـ 2007 م




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق